الصراع العظيم

250/424

تأخير العريس

ان مجيء المسيح كما أعلنت عنه رسالة الملاك الاول فهم على انه يرمز اليه بمجيء العريس . والاصلاح الواسع النطاق الذي ح دث عند اعلان قرب مجيئه كان يمثله خروج العذارى . واننا نجد في هذا المثل وفي ما ورد في الاصحاح ٢٤ انه يوجد فريقان ممثلان هن ا. جميع العذارى اخذن مصابيحهن، أي الكتاب المقدس، وعلى نوره خرجن لملاقاة العريس . ولكن في حين أن الجاهلات ”أخذن مصابيحهن ولم يأخذنَ معهن زيتاً“ فان ”الحكيمات أخذنَ زيتاً في آنيتهن مع مصابيحهنّ“. لقد قبلت الحكيمات نعمة الله، قوة روح الله المجددة والمنيرة التي تجعل كلامه سراجاً لأرجلهن ونوراً لسبيلهن . وفي خوف الله درسن الاقوال الالهية ليتعلمن الحق، وبكل غيرة طلبن طهارة القلب والحياة . هؤلاء كان لهن اختبار شخصي، اختبار الايمان بالله وبكلامه، الذي لن تهدمه الخيبة والتأخير . اما الباقيات فانهن ”اخذن مصابيحهن ولم يأخذن معهن زيتا“. لقد دفعهن الى ذلك وازع : ثارت مخاوفهن لدى سماع الرسالة الخطيرة، لكنهنّ كن قد اتكلن على ايمان اخواتهن قانعات بذلك النور الخامد، نور البواعث الصالحة، من دون أن يكون عندهن ادراك كامل للحق ولا عمل حقيقي للنعمة في قلوبهن . أولئك العذارى خرجن للقاء الرب ولهن ملء الرجاء في انتظار الأجر السريع، لكنهن لم يكن متأهبات لمواجهة التأخير والخيبة . فعندما جاءت التجارب خاب ايمانهن وكادت مصابيحهن تنطفئ. GC 434.3

”وفيما ابطأ العريس نعسن جميعهن ونمن“. يرمز تباطؤ العريس الى مرور الزمن الذي كان يُنتظر ان يجيء الرب فيه والى الخيبة وما زعموا انه تأخير . وفي هذا الوقت، وقت الحيرة وعدم اليقين، بدأ اهتمام السطحيين وذوي القلوب المنقسمة يضعف ويترنح، واخذو ا يميلون الى الاسترخاء، اما الذين كان ايمانهم مؤسسا على معرفتهم الشخصية للكتاب فكانت أرجلهم مثبتة على صخرة لم تستطع الخيبة ان تزحزحهم عنه ا. ”نعسن جميعهن ونمن“، فريق منهن نمن في عدم اكتراث، تاركات ايمانهن، أما الاخريات فكن ينتظرن بصبر الى ان يعطى لهن نور أكمل . ومع ذلك ففي ليل التجربة بدا كأن الفريق الثاني قد بدأوا يفقدون غيرتهم وتقواهم الى حد م ا. أما السطحيون والمنقسمو القلوب فلم يعودوا قادرين على الاستناد الى ايمان اخوتهم . فعلى كل واحد أن يثبت او يسقط لنفسه. GC 435.1