الصراع العظيم

244/424

العملية تتكرر

ألم تتكرر هذه العملية ذاتها في أغلب الكنائس التي تدعو نفسها بروتستانتية. فما ان تنقضي حياة مؤسسي الكنائس المصلحة الذين كان لهم روح الاصلاح الحقيقي حتى يتقدم اولادهم ”ويشكلون القضية من جديد“. وفي حين ان اولاد المصلحين يتعلقون في عماهم بعقيدة آبائهم ويرفضون قبول أي حق كتابي جديد اكثر مما قد عرفوه فانهم يبتعدون بعدا قاصيا عن مثالهم، مثال الوداعة وإنكار الذات ونبذ العالم . وهكذا ”تختفي البساطة الاولى“. ان طوفانا عالميا يكتسح الكنيسة ”ويحمل معه اليها عادات العالم واعماله واوثانه“. GC 425.3

واأسفاه، الى أي حد مخيف يحتضن اولئك المعترفون بأنهم اتباع المسيح محبة العالم التي هي ”عداوة لله“! وما اعظم ابتعاد الكنائس المشهورة في العالم المسيحي عن مثال الكتاب المقدس، مثال الوداعة وانكار الذات والبساطة والتقوى ! لقد قال جون وسلي وهو في معرض حديثه عن استخدام المال استخداما صائبا: ”لا تبذروا جزءا ولو صغيرا من هذه الوزنة الثمينة لمجرد اشباع شهوة العيون في التأنق ولبس الثياب الغالية الثمن او الزينة التي لا حاجة اليه ا. ولا تبذروا شيئا منها في تزيين بيوتكم أو شراء الصور والأثاث الغالي الثمن والزائد عن الحاجة، ولا في تمويه الجدران بماء الذهب ... ولا تضعوا شيئا يؤدي الى تعظم المعيشة او الى ا لظفر باعجاب الناس او مديحهم ... ”ويمدحك الناس طالما أحسنت الى نفسك“. فما دمت ”تلبس البز والارجوان وتتنعم كل يوم مترفها“ فلا شك ان الناس سيمتدحون جمال ذوقك وكرمك وسخاءك . ولكن احذر من أن تشتري مديحهم واستحسانهم بهذا الثمن الغالي . فخير لك ان تقنع بالكرامة ا لتي تأتيك من الله“ (٣٣١). لكنّ كثيرا من الكنائس في أيامنا هذه تستخف بمثل هذا التعليم. GC 426.1