الصراع العظيم

242/424

سقوط بابل

وقد قيل عن بابل انها ”أم الزواني“. وبناتها ترمز الى الكنائس التي تتمسك بتعاليمها وتقاليدها وتتبع مثالها في التضحية بالحق ورضى الله واستحسانه في سبيل ابرام تحالف غير مشروع مع العالم . وان الرسالة الواردة في رؤيا، الاصحاح الرابع عشر، التي تعلن عن سقوط بابل لا بد أن تنطبق على كل الهيئات الدينية التي كانت قبلا طاهرة ولكنها فسدت . وبما أن هذه الرسالة تتبع الانذار بالدينونة فلا بد من تقد يمها في الايام الاخيرة، ولذلك فلا يمكن أن تكون الاشارة الى كنيسة روما وحدها ، لأن الكنيسة ظلت في حالة السقوط قرونا طويلة . وفوق هذا ففي الاصحاح الثامن عشر من الرؤيا يطلب من شعب الله أن يخرجوا من بابل . وبناء على ما جاء في هذا الاصحاح لا بد أن يكون كثيرون من شعب الله باقين في بابل . ففي أي الهيئات الدينية يوجد السواد الاعظم من اتباع المسيح في هذه الايام؟ انهم لا شك موجودون في الكنائس المختلفة التي تعتنق العقيدة البروتستانتية. ان هذه الكنائس وقفت عند بدء ظهورها موقفا نبيلا الى جانب الله والحق فحلَّت عليها بركته . وحتى العالم غير المؤمن التزم الاعتراف بالنتائج الجميلة النافعة التي تبعت قبول الناس لمبادئ الانجيل . وقد وردت هذه الكلمات في أقوال النبي : ”وخرج لكِ اسم في الامم لجمالِك لانه كان كاملا ببهائي الذي جعلته عليك يقول السيد الرب“. لكنّ الرغبة التي كانت لعنة ودمارا لاسرائيل كانت هي نفسها علة سقوطهم، الا وهي رغبة التشبه بالاشرار في العادات ومحاولة التقرب منهم لكسب صداقتهم. ”فاتكلت على جمالك وزنيتِ على اسمك“ (حزقيال ١٦ : ١٤ و ١٥). GC 423.1