الصراع العظيم

214/424

ازدياد الاهتمام

تلك السخرية والكذب والاهانات التي انصبت عليه اثارت الاحتجاج الغاضب حتى من دو ر النشر الدنيوية. ”ان تناول مثل هذا الموضوع ذي الجلال العظيم والخطورة البالغة“ بالاستخفاف وبذاءة اللسان، أعلن عنه أهل العالم بأنه ”ليس مجرد عبث بمشاعر مذيعيه ومؤىديه ولكنه هزء بيوم الدينونة وسخرية بالله نفسه وازدراء بأهوال كرسي دينونته“ (٣٠٥). GC 375.1

لقد حاول المحرض على كل شر ليس فقط أن يعطل ويبطل تأثير رسالة المجيء الثاني بل أيضا أن يهلك الرسول نفسه . فميلر طبق الكتاب المقدس وحاول أن يجعله يمس قلوب السامعين، موبخا خطاياهم ومزعجا رضاهم عن أنفسهم، وقد كان كلامه الصريح القاطع مثيرا لعداوتهم . هذا، وان مقاومة أعضاء الكنائس رسالته جرأت الطبقات الوضيعة على أن يتطرفوا في عدوانهم، فتآمر الاعداء على اغتياله عند خروجه من مكان الاجتماع . لكنّ الملائكة القديسين كانوا حاضرين، فاتخذ أحدهم صورة انسان وأمسك بذراع خادم الرب هذا وأخرجه بسلام من وسط ذلك الجمع الغاضب . فعمله لم يكن قد أُكمل بعد، ولذا أخفق الشيطان ورسله في تحقيق أغراضهم. GC 375.2

ولكن على رغم كل المقاومات فان اهتمام الناس برسالة المجيء الثاني ظل يتزايد . فلقد زاد عدد الحضور من العشرات والمئات الى أن بلغ ربوات ومئات الالوف. وقد زاد عدد الحاضرين الى الكنائس المختلفة، ولكن بعد قليل ظهرت روح المقاومة حتى ضد هؤلاء المتجددين أنفسهم، ولجأت الكنائس الى اتخاذ اجراءات تأديبية ضد معتنقي تعاليم ميلر، ما جعله يرد برسالة مكتوبة أرسلها الى الكنائس والمسيحيين من مختلف الطوائف قائلا لهم انه اذا كانت تعاليمه كاذبة فعليهم أن يروه خطأه وضلاله من الكتاب المقدس. GC 375.3

قال: ”بماذا آمنَّا مما لم تأمرنا به كلمة الله التي تقولون أنتم أنفسكم أنها هي القانون للايمان والاعمال؟ وما الذي عملناه مما يستنزل علينا مثل هذه التشهيرات المؤذية من فوق المنابر ومن دور النشر، الامر الذي أعطاكم سب با عادلا لطردنا نحن المجيئيين من كنائسكم وشركتكم؟“. ”ان كنا على ضلال فاخبرونا في أي شيء ضللن ا. أرونا ضلالنا من كلمة الله بالبرهان القاطع. لقد سخر الساخرون منا بما فيه الكفاية، ولكن هذه السخريات لا تستطيع أن تقنعنا بأننا على ضلال، فكلمة الله وحده ا هي الت ي تجعلنا نغير آراءنا. وان استنتاجاتنا لم تأت الا وليدة الصلاة والتدقيق، كما قد رأينا البراهين من الكتاب المقدس“ (٣٠٦). GC 375.4