الصراع العظيم

203/424

كل الكتاب هو نافع

ثم يقول: ”واذ اقتنعت اقتناعا كاملا بأن كل الكتاب الموحى به من الله نافع (٢ تيموثاوس ٣ : ١٦)، وانه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (٢ بطرس ١ : ٢١)، وانه قد ”كتب لاجل تعليمنا حتى بالصبر والتعزية بما في الكتاب يكون لنا رجاء“ (رومية ١٥ : ٤)، لم يسعني الا أن أعتبر الاجزاء التاريخية من الكت اب أجزاء من كلمة الله وتستحق منا كل تأمل جدي وكل تقدير كأي جزء آخر من الكتاب . ولذلك فانني في محاولتي فهم ما قد رأى الله في رحمته أنه من المناسب أن يعلنه لنا، لا حق لي في التغاضي عن المدد النبوية“ (٢٩٥). GC 361.1

ان النبوة التي بدا أنها تعلن بأجلى وضوح وقت المجيء الثاني هي الواردة في (دانيال ٨: ١٤) وتقول: ”الى ألفين وثلاث مئة صباح ومساء فيتبرأ القدس“. فاذ أتبع ميلر قاعدته في جعل الكتاب مفسرا لنفسه عرف أن اليوم في النبوة الرمزية يمثل سنة (عدد ١٤ : ٣٤ ؛ حزقيال ٤ : ٦)، ورأى أن مدة ال ٢٣٠٠ يوما نبويا أو سنة حرفية ستمتد بعد انتهاء النظام اليهودي الى مدى بعيد، ولهذا فلا يمكن أن تكون الاشارة هنا الى مقدس ذلك العهد . وقد قبل ميلر الرأي السائد، أي أنه في العصر المسيحي تكون الارض هي المرموز اليها بالمقدس، ولذلك فقد فهم أن تبرئة القدس المذكور في (دانيال ٨ : ١٤) أو تطهيره يرمز الى تطهير الارض بالنار عند المجيء الثاني للمسيح . فاذا استطاع اذاً معرفة النقطة التي منها تبدأ ال ٢٣٠٠ يوما، فقد استن تج ميلر أنه يستطيع التأكد بسرعة من معرفة وقت المجيء الثاني . وهكذا يُتاح اعلان وقت تلك النهاية العظيمة، الوقت الذي فيه تنتهي الحالة الراهنة ”بكل ما فيها من كبرياء وسلطان وأبهة وبطل وشر وظلم“ عندما ”ترفع اللعنة عن الارض، ويبطل الموت، ويعطى الجزاء لعبيد الله الانبياء والقديسين والخائفين اسمه، ويهلك من يُهلكون الارض“ (٢٩٦). GC 361.2

فبنشاط جديد وغيرة أعمق واصل ميلر فحص النبوات وكرس ليالي بطولها وأياما عديدة لدرس ما بدا له أمرا ذا أهمية مدهشة ونفع شامل. لم يجد في الاصحاح الثامن من سفر دانيال دليلا يرشده لمعرفة النقطة التي منها تبدأ ال ٢٣٠٠ يوم ا. ومع أن الملاك جبرائيل أمر بأن يفهم الرؤيا لدانيال لم يقدم غير شرح جزئي . واذ انكشفت لعيني النبي الاضطهادات المريعة الموشكة أن تحل بالكنيسة خانته قواه الجسمانية . ولم يقو على الاحتمال أكثر من ذلك، فتركه الملاك بعض الوقت . وقد ضعف دانيال ونحل أياما (دانيال ٨ : ٢٧) ثم قال: ”وكنت متحيرا من الرؤيا ولا فاهم“. GC 362.1