الصراع العظيم

201/424

تجديد العالم ليس من عقائد الكنيسة الاولى

لم تكن عقيدة تجديد العالم وملك المسيح الرو حي هي عقيدة الكنيسة في أيام الرسل . ولم يقبلها المسيحيون عموما الا حوالي بدء القرن الثامن عشر . وكغيرها من الضلالات الاخرى كانت نتائجها وخيمة . فقد علّمت الناس أن يتطلعوا الى المستقبل البعيد في انتظار مجيء الرب وحالت بينهم وبين الالتفات الى العلامات المنبئة بمجيئه. وقد ساقت الناس الى الاحساس بالثقة والاطمئنان اللذين لم يكن لهما أساس، وقادتهم الى اهمال الاستعداد اللازم للقاء سيدهم. GC 358.1

وقد اكتشف ميلر ان الكتب المقدسة قد علَّمت تعليما واضحا بعقيدة مجيء المسيح بنفسه مجيئا حرفي ا. فقد قال بولس : ”لان الرب نفسه بهتاف بصوت رئيس ملائكة وبوق الله سوف ينزل من السماء“ (١ تسالونيكي ٤: ١٦ ). والمخلص يعلن قائلا : ”ويبصرون ابن الانسان آتيا على سحاب السماء بقوة ومجد كثير“. ”لانه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر الى المغارب هكذا يكون أيضا مجيء ابن الانسان“ ( متى ٢٤ : ٣٠ و ٢٧ ). وستصحبه كل أجناد السماء. يجيء ”ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه“ (متى ٢٤ : ٣١). GC 358.2

وعندما يجيء فالاموات الابرار سيقامون والاحياء الابرار سيتغيرون . يقول بولس: ”لا نرقد كلنا ولكننا كلنا نتغير في لحظة في طرفة عين عند البوق الاخير. فانه سيبوق فيقام الاموات عديمي فساد ونحن نتغير . لان هذا الفاسد لا بد أن يلبس عدم فساد وهذا المائت يلبس عدم موت“ (١ كورنثوس ١٥ : ٥١ — ٥٣). وفي رسالته الى أهل تسالونيكي بعدما يصف مجيء الرب يقول: ”الاموات في المسيح سيقومون اولا . ثم نحن الاحياء الباقين سنخطف جميعا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب“ (١ تسالونيكي ٤: ١٦ و ١٧). GC 358.3

ان شعب المسيح لا يستطيعون أن يرثوا الملكوت الا عندما يجيء هو بنفسه . فقد قال المخلص : ”ومتى جاء ابن الانسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه فحينئذ يجلس على كرسي مجده . ويجتمع أمامه جميع الشعوب فيميز بعضهم من بعض كما يميز الراعي الخراف من الجداء . فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار . ثم يقول الملك للذين عن يمينه تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم“ (متى ٢٥ : ٣١ — ٣٤). ها نحن قد عرفنا من الأقوال الالهية التي ورد ذكرها الآن أنه عندما يجيء ابن الانسان سيقام الاموات عديمي فساد والاحياء يتغيرون . وبهذا التغيير العظيم يؤهلون لقبول الملكوت . لان بولس يقول: ”ان لحما ودما لا يقدران أن يرثا ملكوت الله . ولا يرث الفساد عدم فساد“ (١ كورنثوس ١٥ : ٥٠). ان الانسان في حالته الحاضرة قابل للموت وللفساد . لكنّ ملكوت الله لا يتدنس . وسيبقى الى الابد . ولذلك فالانسان في حالته الطبيعية لا يستطيع أن يدخل ملكوت الله. ولكن عندما يجيء يسوع يمنح لشعبه عدم الموت (الخلود)، ثم يدعوهم ليرثوا الملكوت الذي كانوا قبلا وارثين اسميين له. GC 359.1