الصراع العظيم

196/424

الشعب نيام

كان ينبغي للحراس الواقفين على أسوار صهيون أن يكونوا أول من يستقبلون أخبار مجيء المخلص، وأول من يرفعون أصواتهم معلنين أنه قد قرب، وأول من ينذرون الناس ليتأهبوا لقدومه . لكنهم كانوا مستريحين يحلمون بالسلام والأمان حين كان الناس نائمين ومستريحين في خطاياهم. لقد رأى يسوع كنيسته كالتينة العقيمة، عليها ورق الادعاء الريائي، ولكن ليس فيها الثمر الثمين . كانوا في تفاخرهم يحفظون طقوس الديانة فيما كانت تعوزهم روح الوداعة الحقيقية والتوبة والايمان، التي هي من دون سواها تجعل الخدمة مقبولة لدى الله . وبدلا من فضائل الروح أظهروا الكبرياء وتمسكوا بالرسميات والطقوس والمجد الباطل والانانية والظلم . فالكنيسة المرتدة أغمضت عينيها حتي لا ترى علامات الازمنة . لكنّ الله لم يتركهم ولم يكذب من جهة أمانته، أما هم فتركوه وانفصل وا عن محبته . ولانهم رفضوا الامتثال لشروطه لم يتمم مواعيده لهم. GC 351.1

هذه هي النتيجة الاكيدة لرفض تقدير النور والانتفاع به والامتيازات التي يمنحها الله . فما لم تسر الكنيسة في أثر خطوات عنايته التي تكشف الطريق أمامها، وما لم تقبل كل شعاع من أشعة النور، م تممة كل واجب يعلن لها، فستنحط الديانة حتما بحيث تصير مجرد حفظ طقوس، أما روح التقوى الحيوية فستختفي . وقد زخر تاريخ الكنيسة بامثلة متعددة تُبرز هذه الحقيقة . فالله يطلب من شعبه أعمال الايمان والطاعة المطابقة للبركات والامتيازات الممنوحة لهم . والطاعة تتطلب التضحية المنطوية على حمل الصليب، وهذا هو السبب الذي لاجله يرفض من يعترفون بأنهم أتباع المسيح قبول النور المنبعث من السماء، وكاليهود قديما لم يعرفوا زمان افتقادهم (لوقا ١٩ : ٤٤). فبسبب كبريائهم وعدم ايمانهم تجاوزهم الرب وأعلن حقه للذين على غرار رعاة بيت لحم والمجوس القادمين من المشرق انتبهوا الى كل النور الذي قد قبلوه. GC 351.2