الصراع العظيم

179/424

مصدر البؤس

عندما استخدم الشيطان كنيسة روما لابعاد الناس عن الطاعة فقد كانت وسيلته مختفية، وقد أخفى عمله بحيث أن الانحطاط والشقاء اللذين نتجا من ذلك لم يظهرا انهما نتيجة العصيان والتمرد . وأبطلت قوته وسلطانه بواسطة روح الله بحي ث امتنع عليه نيل مرامه من كل مقاصده ولم يتتبع الشعب التأثير الى مسبباته، ولا اكتشفوا منشأ ويلاتهم وشقائهم . ولكن في الثورة جاهرت الجمعية الوطنية بطرح شريعة الله جانب ا. وفي حكم الرعب الذي تبع ذلك استطاع جميع الناس رؤية التفاعل بين السبب والنتيجة. GC 319.1

عندما جاهرت فرنسا برفضها الله وألقت بالكتاب المقدس جانبا ابتهج الناس الاشرار، وأرواح الظلمة فرحت بما قد حصلت عليه من الغرض الذي ظلت تهدف اليه طويلا : مملكة حرة من روادع شريعة الله ولان القضاء على العمل الرديء لا يجري سريعا فلذلك ”امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر“ (جامعة ٨ : ١١). لكنّ كسر الشريعة العادلة البارة لا بد أن ينتج منه الشقاء والدمار. ومع أن شر الناس لم يفتقد بالقضاء في الحال الا انه بكل تأكيد كانت ستنجم عنه الدينونة . وان عصور الارتداد والجريمة كانت تذخر غض با ليوم الغضب، وعندما فاض مكيال اثمهم عرف محتقرو الله، بعد فوات الفرصة، أنه أمر مخيف جداً أن ينهكوا صبر الله . ان روح الله الرادع الذي يفرض كبحا لقوة الشيطان القاسية كان قد رفع الى حد كبير، ولذلك سمح لذلك الذي يسر بشقاء الناس أن يتمم ارادته . فالذين اختاروا خدمة التمرد تركوا ليحصدوا ثماره حتى امتلأت البلاد بجرائم رهيبة جد ا بحيث يعجز قلم الكاتب عن وصفها. ولقد ارتفعت من جوانب كل الاقاليم المقفرة والمدن المخربة صرخة مخيفة، صرخة مرة رهيبة . لقد اهتزت فرنسا كما من زلزلة هائلة . فالدين والشريعة والنظام الاجتماعي والاسرة ”الخاطئ والدولة والكنيسة، كل هذه مُحقت بقوة يد عاقَّة ارتفعت لمحاربة شريعة الله لقد نطق الحكيم حقا حين قال: ”أما الشرير فليسقط بشره“، وان عمل شرا مئة مرة وطالت أيامه الا أني أعلم أنه يكو ن خير للمتقين الله الذين يخافون قدامه . ولا يكون خير للشرير“ (أمثال ١١ : ٥ ؛ جامعة ٨ : ١٢ و ١٣). ”ابغضوا العلم ولم يختاروا مخافة الرب“، ”فلذلك يأكلون من ثمر طريقهم ويشبعون من مؤامراتهم“ (أمثال ١ : ٢٩ و ٣١). GC 319.2