الصراع العظيم

يتنبآن في المسوح

على أن اضطهاد الكنيسة لم يظل قائما مدى فترة ال ١٢٦٠ سنة كلها. فالله رحمة منه بشعبه قصَّر أيام تلك البلوى المحرقة. والمخلص حينما تن بأ عن ”الضيقة العظيمة“ التي ستحل بالكنيسة قال: ”ولو لم تقصر تلك الأيام لم يخلص جسد . ولكن لاجل المختارين تقصر تلك الأيام“ (متى ٢٤ : ٢٢) فبفضل تأثير الاصلاح انتهت الاضطهادات قبل عام ١٧٩٨. GC 298.1

أما في ما يختص بذينك الشاهدين فالنبي يعلن قائلا: ”هذان هما الزيتونتان والمنارتان القائمتان أمام رب الارض“. وقد قال صاحب المزامير: ”سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي“ (رؤيا ١١ : ٤ ؛ مزمور ١١٩ : ١٠٥) فالشاهدان يرمزان الى كتب العهد القديم والعهد الجديد . فكلاهما شهادة هامة لاصل شريعة الله ودوامه ا. وكلاهما يشهدان لتد بير الخلاص. فرموز العهد القديم وذبائحه ونبواته تشير الى مخلص آت في المستقبل. وأناجيل العهد الجديد ورسائله تخبرنا عن مخلص قد أتى بالطريقة ذاتها التي أنبئ بها عنه بواسطة الرموز والنبوات: GC 298.2

”يتنبآن الفا ومئتين وستين يوما لابسين مسوحا“. وطوال أغلب سني تلك المدة ظل شاهدا الله محجوبين . لقد حاول السلطان البابوي أن يحجب كلمة الحق عن الشعب وأقام بدلا منها شهودا كذبة لكي يناقضوا شهادتها، (انظر التذييل). وعندما صادرت السلطات الزمنية والدينية الكتاب المقدس وعكست شهادته وأفسدت وبذلت أقصى الجهود التي يستطيع الناس والش ياطين أن يبتكروها لتحويل اذهان الشعب عن تلك الشهادة، وعندما طورد اولئك الذين تجرأوا على اعلان حقائقه المقدسة أو أسلموا وعذبوا أو دفنوا في زنزانات في السجون أو استشهدوا من أجل ايمانهم أو أجبروا على الهروب الى حصون الجبال ومغاور الارض وشقوقها، حينئذ تنبأ الش اهدان الامينان لابسين مسوحا. الا انهما ظلا يؤديان شهادتهما طوال مدة ال ١٢٦٠ سنة. ففي اظلم العصور كان يوجد رجال امناء أحبوا كلمة الله وكانوا غيورين على مجده . هؤلاء العبيد المخلصون الامناء أُعطوا الحكمة والقوة والسلطان ليعلنوا حق الله طوال تلك السنين. GC 298.3

”وان كان أحد يريد أن يؤذيهما تخرج نار من فمهما وتأكل اعداءهما وان كان احد يريد أن يؤذيهما فهكذا لا بد أن يقتل“ (رؤيا ١١ : ٥). لا يمكن أن يدوس انسان كلمة الله من دون قصاص. ان معنى هذا الانذار المخيف موضح في الاصحاح الاخير من سفر الرؤيا حيث يقول الرائي: ”لاني أشهد لكل من يسمع اقوال نبوة هذا الكتاب ان كان احد يزيد على هذا يزيد الله عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب . وان كان أحد يحذف من اقوال كتاب هذه النبوة يحذف الله نصيبه من سفر الحياة ومن المدينة المقدسة ومن المكتوب في هذا الكتاب“ (رؤيا ٢٢ : ١٨ و ١٩). GC 299.1