الصراع العظيم

13/424

اقوال المسيح تتم

لقد تمت، حرفياً، كل النبوات التي تنبأ بها المسيح عن خراب اورشليم، وتحقق اليهود من صدق انذاره القائل: ”بالكيل الذي به تكيلون يكال لكم“ (متى ٧ : ٢) GC 34.1

ولقد ظهرت آيات وعجائب منبئة بالكوارث والهلاك . ففي منتصف الليل اضاء نور غير طبيعي على الهيكل والمذبح . وفي السحاب عند الغروب كانت تُرى صور مركبات ورجال حرب مصطفين للقتال . والكهنة الذين كانوا يخدمون ليلاً في الهيكل ارتعبوا لدى سماع اصوات غامضة، كما ارتجت الارض وسُمعت اصوات كثيرة قائلة: ”لنرحل من هنا“، والباب الشرقي الهائل الذي كان ثقيلاً جداً بحيث ان عشرين رجلا كانوا يوصدونه بشق النفس والذي كان مثبتاً بمصاريع ومتار يس قوية مثبتة في الارض الصخرية، انفتح في منتصف الليل بيد غير منظورة (١) GC 34.2

وطوال سبع سنين ظل رجل يذرع شوارع اورشليم صعوداً ونزولاً معلناً الويلات المزمعة ان تنقض على المدينة، ففي النهار والليل كان ينشد بصوت حزين هذه المرثاة قائلا: ”صوت من الشرق، ص وت من الغرب، صوت من الرياح الاربع! صوت ضد اورشليم وضد الهيكل ! صوت ضد العريس والعروس ! صوت ضد الشعب كله!“ وقد أُلقي بذلك الرجل الغريب الاطوار في السجن وجُلد، ولكن لم تخرج من بين شفتيه كلمة تذمر او شكوى، ولم يرد على الشتائم والإهانات بغير هذا القول: ” ويل ويل لاورشليم، وويل ويل لسكانها!“ ولم يكفّ ذلك الرجل عن تقديم انذاراته حتى قُتل في الحصار الذي كان قد انبأ به. GC 34.3