الصراع العظيم

9/424

يتمجد بحضور المسيح

حاول اليهود عبتآ مدى قرون طويلة ان يروا في أي شيء تم وعد اه إياهم على لسان حجي. لكنّ الكبرياء وعدم الايمان أعميا اذهانهم حتى لا يفهمو ا معنى كلام النبي . ان الهيكل الثاني لم يُكرم بسحابة مجد الرب بل بالحضور الحي لذاك الذي فيه قد حل ملء اللاهوت جسدياً — الذي كان هو ذات الله ظاهراً في الجسد . لقد اتى ”مشتهى كل الامم“ الى هيكله حقاً عندما كان رجل الناصرة يعلِّم ويشفي في أروقته المقدسة . ففي حضور المسيح، وفي هذا وحده، فاق الهيكل الثاني الاول مجد اً. لكنّ اسرائيل القى بعيداً منه عطية السماء المسداة اليه . فاذ خرج المعلم الوضيع في ذلك اليوم من باب الهيكل الذهبي رحل المجد عن الهيكل الى الابد . ولقد تم من قبل كلام المخلص القائل: ”هوذا بيتكم يترك لكم خراباً“ (متى ٢٣؛ ٣٨ ). GC 29.1

امتلأ التلاميذ دهشة ورهبة عندما سمعوا المسيح يتنبأ بخراب الهيكل، وكانوا يرغبون في معرفة معنى كلامه كام لاً. ففي مدة تزيد على الاربعين عاماً بذل اليهود بكل سخاء كل ما لديهم من مال وجهد ومهارة في فن العِمارة ليزيدوا من عظ مة الهيكل وبهائه وفخامته . واغدق هيرودس الكبير على الهيكل ثروة الرومان وكنوز اليهود، بل حتى الامبراطور سيد العالم نفسه وهبه الكثير من عطاياه الثمينة . لقد أُتي بكتل هائلة من الرخام الأبيض ذي الحجم الكبير من روما للمساهمة في بناء الهيكل وتزيينه . ووجّه التلامي ذ نظر المسيح معلمهم الى تلك الاحجار الضخمة قائلين له: ”يا معلم انظر ما هذه الحجارة وهذه الابنية“! (مرقس ١٣ : ١). GC 29.2